طب وجراحة العظام والمفاصل كيف تغيرت؟ وأين أصبحت بعد ثورة العلاج بالخلايا الجذعية العلاجية (المحفزة) المستخرجة من دهون الجسم؟

طب العظام والمفاصل يعد من أكبر القطاعات الطبية وأهمها؛ حيث إن التدخلات العلاجية و الجراحية المتعلقة بالعظام والمفاصل (علاج الكسور، علاج خشونة الركبة، علاج الام الركبة، علاجات التهاب المفاصل، علاج الام الظهر) تعد واحدة من أبرز التحديات الطبية المكلفة والتي تؤثر على الأفراد و المجتمعات و الدول صحياً واقتصادياً. في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال, في العام 2008 كان هنالك أكثر 110 ملايين شخص (شخص من بين كل اثنين) قد عانوا من مشاكل في العظام والمفاصل لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر حسب إحصاءات وزارة الصحة الأمريكية, وأن ما يقارب 7% من المرضى (23 مليون شخص) الذين يعانون من مشاكل مزمنة أقًّروا بأن العودة للأنشط اليومية المعتادة أصبحت شبه مستحيلة

إن العلاجات التقليدية لعلاج الكسور أوعلاج خشونة الركبة أو علاج الام الركبة أو علاجات التهاب المفاصل أو علاج الام الظهر القائمة على الزرعات المعدنية و البلاستيكية المُصّنعة تواجه تحديات تقنية و وظيفية و اقتصادية متعددة مثل الحاجة لقضاء فترات طويلة في المشفى بعد اجراء العمليات الجراحية, و العطب المتكرر نتيجة للأحمال و الجهود الميكانيكية الغير منتظمة نتيجة الحركة و الأنشطة الرياضية. هذه التحديات تنعكس بالتالي ككلف مالية عالية على المريض بشكل خاص و على النظام الصحي بشكل عام. علاوة على خسارة الجهاز العضلي-الهيكلي لجزء من وظائفه  نتيجة التدخل الجراحي و الذي يحد من حركة المريض و نشاطه و انجازه بالاضافة الى الام الظهر و المفاصل المزمنة في حال فشل التدخل الجراحي أو بسبب الأخطاء الطبية. التركيز الآن ينصَّب على تسخير العلاج بالخلايا الجذعية نحو تطبيقات عملية وسريرية لإعادة بناء أنسجة العظام والمفاصل وإصلاح أعطاب الغضاريف والأربطة ومعالجة التحديات والمشاكل الطبية و الحيوية المتعلقة بهذه الأنسجة مثل علاج الكسور، علاج خشونة الركبة، علاج الام الركبة، علاجات التهاب المفاصل، علاج الام الظهر

إن تقنية استخدام الخلايا الحية في إعادة بناء الأنسجة الحيوية تعتمد على منهجين أساسيين:

المنهج الأول يعتمد على استخراج الخلايا الجذعية (الغير متمايزة) من الجسم ثم زراعتها في بيئة حيوية صناعية لزيادة عددها خارج الجسم و من ثم حقنها داخل الجسم لتعويض الخلايا المتضررة أو لاعادة بناء نسيج حيوي متضرر ليستعيد سلامته ووظيفته. تسمى هذه التقنية “بتقنية العلاج بالخلايا”، حيث يتم حقن الخلايا حول النسيج المتضرر أو في مجرى الدم. يستخدم هذا المنهج لتعويض مجموعة من الخلايا. من الأمثلة على استخدام هذه التقنية: الحُقَن المستخدمة في علاج التهاب المفاصل الناجم عن نقص في حجم او ليونة الغضاريف مما يؤدي الى تصلب الأنسجة اللزجة التي تسهل الحركة بين المفاصل وما يصاحب ذلك من آلام حادة و مزمنة  مثل الام الركبة و الام الظهر

المنهج الثاني هو “تقنية هندسة الأنسجة” حيث يتم استخراج الخلايا الجذعية (الغير متمايزة) من الجسم و ثم زراعتها في بيئة صناعية خاصة على مصفوفة ثلاثية الأبعاد (صقالة) مصنعة من مواد حيوية تعمل كدعامة لتكاثر الخلايا. تكاثر الخلايا على الصقالة الحيوية ينتج نسيج حيوي مماثل لشكل النسيج الحيوي الأصلي المُراد تعويضه أو بناءه. يستخدم هذا المنهج لتعويض نسيج حيوي كامل أو جزء من نسيج حيوي. حيث يتم العمل على  تطوير عدة أنظمة و تطبيقات لهندسة الأنسجة لإصلاح أعطاب الغضاريف المفصلية والعظام المقطعية وإعادة بناء أنسجة الأوتار والأربطة

ما زالت الدراسات الحديثة تبحث في أفضل المصادر لاستخلاص خلايا جذعية (محفزة) لها القدرة على التمايز لخلايا أنسجة الجهاز الهيكلي (العضلي-العظمي) . في يومنا الحالي يُعد نخاع العظم والأنسجة الدهنية المصادر الاكثر تفضيلاً لاستخلاص الخلايا الجذعية (المحفزة) المستخدمة في طب و جراحة العظام والمفاصل

الخلايا الجذعية المستخلصة من نخاع العظم

نخاع العظم هو المصدر الاكثر استخداماً للخلايا الجذعية التي لها القدرة على التمايز إلى خلايا الجهاز الهيكلي (العضلي-العظمي: العظام, والأوتار, والغضاريف المفصلية, والاربطة),  لكن استخلاصها من نخاع العظم  عملية مؤلمة و ذات تعقيدات مخبرية و سريرية. يتم اسخلاص هذه الخلايا من نخاع العظم عن طريق إجراء جراحي تحت تخدير موضعي لمنطقة العمود الفقري أو تحت التخدير العام. يقوم الطبيب بعمل عدة ثقوب في الجلد في منطقة عظام الحوض يتم من خلالها إدراج إبرة رفيعة لاستخلاص عينة من نخاع العظم الذي يحوي الخلايا الجذعية. تمتد هذه العملية لمدة ما بين ساعة و ساعتين لكل جلسة. يحتاج المريض بعدها للمكوث في المشفى لعدة ساعات تقريباً أو قد يحتاج ان يمضي يوما كاملا في المستشفى, ويتم تكرار هذه الجلسات حتى الوصول للعدد اللازم من هذه الخلايا. ان هذه العملية مكلفة ماديا بشكل كبير

الخلايا الجذعية (المحفزة) المستخلصة من الانسجة الدهنية

حديثا زاد الاهتمام ب والتوجه نحو الأنسجة الدهنية كمصدر أمثل لاستخلاص الخلايا الجذعية (المُحفزة). هذه الخلايا متعددة القدرات ولها القدرة على التمايز إلى أي نوع متخصص من الخلايا مثل الخلايا التي تصنع و تفرز النسيج العظمي و التي تسمى الخلايا العظمية (البانية للنسيج العظمي) أو الخلايا الغضروفية (البانية لنسيج الغضاريف). أثبتت الدراسات الحديثة بأن الأنسجة الدهنية تعد مصدرا وفيرا من الخلايا الجذعية (المحفزة) والتي يسهل استخلاصها والوصول إليها. لهذه الخلايا القدرة على إفراز جزيئات (بروتينات) نشطة بيولوجياً ومقاومة للالتهاب بالاضافة لمقاومتها لعملية موت الخلايا المبرمج

يتم استخلاص الخلايا المحفزة من الأنسجة الدهنية باستخدام تقنية “الليبوجيمس” وقد سُجلت ك براءة اختراع في العام 2010 وهي متاحة سريرياً منذ العام 2013 وإلى الآن تُجرى الأبحاث المستمرة لدعم النتائج الأولية لهذه التقنية. بناءاً على النتائج السريرية لأكثر من 800 مريض حول العالم (معظمهم في الولايات المتحدة وأوروبا) فإن الخلايا الجذعية المحفزة المستخلصة من الأنسجة الدهنية أظهرت نجاحاً في التطبيقات السريرية في محال جراحة العظام والمفاصل، أهمها

التهاب المفاصل وإعادة بناء أنسجة الغضاريف

يتم حقن الخلايا الجذعية (المحفزة) المستخرجة من الدهون داخل المفصل المصاب لعلاج خشونة و التهاب المفاصل في الركبة والكتف والكاحل, وقد أظهر المرضى تطوراً كبيراً في وظيفة المفصل, والتخفيف من الألم (الام الركبة و الام الظهر), وإعادة بناء الأنسجة الغضروفية المتضررة

اعياء و تمزق الأربطة المفصلية و الأوتار الحيوية

العلاج بالخلايا الجذعية (المحفزة) المستخرجة من دهون الجسم تم اختباره أيضاً على الأوتار والأربطة المتضررة حيث خلصت إحدى الأبحاث المنشورة إلى أن لهذه الخلايا القدرة على تحسين عملية إعادة بناء الأوتار وتسريع عملية الشفاء

إن حالة المريض و الهدف المرجو من العلاج يعدان من أهم العوامل في تحديد المنهج و التقنية الأمثل لتطبيق العلاج بالخلايا الجذعية (المحفزة). تملك الخلايا الجذعية (المحفزة) امكانية اعادة بناء نسيج حيوي متضرر وأيضاً لديها القدرة على افراز بروتينات و عوامل نمو قادرة على تحسين  عملية اصلاح و إعادة بناء الأنسجة الحيوية داخل الجسم

هنالك نتائج واعدة لتطبيق تقنية العلاج  بالخلايا الجذعية (المحفزة) المستخرجة من النسيج الدهني في طب العظام والمفاصل و علاج خشونة الركبة و علاج الام الركبةوعلاج التهاب المفاصل و علاج الم الظهر. ان هذا الإجراء آمن طبياً مع احتمالية ضئيلة لحدوث الالتهابات أو أية مخاطر أو تعقيدات

تعريف مختصر بالخلايا الجذعية العلاجية (المحفزة) المستخرجة من دهون الجسم

تعريف بمجال طب العظام  و المفاصل

التحديات التي تواجه طرق العلاج التقليدية المستخدمة في طب العظام و المفاصل

العلاج باستخدام الخلايا الجذعية

مصادر الخلايا الجذعية المستخدمة في طب العظام والمفاصل

العلاج بالخلايا الجذعية العلاجية (المحفزة) المستخرجة من دهون الجسم في مجال طب و جراحة العظام و المفاصل مقارنة بطرق العلاج الاخرى

لقراءة المزيد عن هذا الموضوع و مواضيع مشابهة لا تتردد في قراءة جريدتنا الالكترونية

الدكتور لؤي أحمد وصفي الزعبي والمهندسة مريم السعافين

alzube(at)gmail.com

للحصول على محتوى طبي لمدونتك الإلكترونية ذو جودة عالية لا تتردد ب الاتصال معنا أو يمكنك شراء خدماتنا من أي مكان حول العالم من خلال زيارة حسابنا على موقع فايفر!
يمكنك أيضا مراسلتنا على البريد الإلكتروني info@medcontx.com

لدعم كتابة أو ترجمة محتوى مشابه وإضافة إسمك كراعي على المقال لا تتردد ب الاتصال معنا اليوم! دعمك هو دعم للغة العربية ودعم لكتاب شباب ودعم للقراء بمحتوى موثوق وعالي الجودة! تكلفة رعاية المقال المترجم تبدأ ب خمسة دولارات فقط!