Pre and Post

أظهرت الدراسة التي أجراها الطبيب  باباناستاسيو وآخرون ونشرت في المجلة الدولية لعمليات النخاع الشوكي في العام 2011 أن توعية المريض بتعليمات ما قبل العملية الجراحية كان له أثر إيجابي في رضا المريض وتحسن في إدارة الألم ما بعد العملية الجراحية.

وأظهرت الدراسة التي قام بها بلاي ودونوغو ونشرت في المجلة الأسترالية للتمريض المتقدم في العام 2005 أن تثقيف المرضى بتعليمات ما قبل العمليات الجراحية قد قلل من الألم ما بعد العملية الجراحية وزاد بشكل كبير من معرفة المرضى عن الرعاية الذاتية وإدارة المضاعفات.

من المهم جدا، ضمن تعليمات ما قبل الإجراءات الطبية/الجراحية، تحديد القراءات الصحية للوضع الحالي للمريض (المستويات الحيوية المرحلية ). يقوم المريض أو المشرف عليه بتعبئة هذه البيانات في المنزل قبل الإجراء الطبي/الجراحي. من المهم أيضا مراجعة السجل الطبي الماضي للمريض من حيث الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها، أو وجود أي نوع من أنواع الحساسية، كالحساسية من مادة اللاتكس التي تدخل في صناعة بعض الأدوات الجراحية وذلك لاستبدالها في تلك الحالة، أو أي آثار جانبية سابقة للتخدير تم اختبارها من قبل المريض لمراعاتها.

 إن تسجيل العلامات الحيوية للمريض، الخاصة بتقييم وظائف الجسم المختلفة، مهمة جدا لمتابعة الإنحرافات في قراءات المستويات الحيوية الحالية/المرحلية للمريض مما يساعد في التنبؤ بتطور الحالة الصحية للمريض بعد الإجراء الطبي أو الجراحي. تسجيل العلامات الحيوية المرحلية يتضمن تسجيل مدخلات ومخرجات المريض الحيوية والغذائية ومراقبة المريض وإشاراته الحيوية ومراقبة حالة وإنجاز الجهاز الدوري-التنفسي. 

يمكن تلخيص بعض فوائد إعطاء التعليمات والإرشادات الطبية قبل وبعد التدخلات الطبية/الجراحية بما يلي:

فوائد تعود على المريض:

• إطلاع المريض بالشكل الوافي على  التوقعات الواقعية لفترات ما قبل وخلال وما بعد الإجراء الطبي الجراحي. حيث يتم توعية المريض وأهله وذويه (خصوصا في حالة كونه طفلاً أو عاجزاً أو كبيراً في السن) بشأن تحضيرات العملية وشرح وتوضيح الإجراء الجراحي بشكل كامل وأي تغييرات ستحصل على نمط حياة المريض ما بعد هذا الإجراء الطبي/الجراحي وشدة الألم أو عدم الراحة المتوقعين إن وجدا، مما يقلل القلق والارتباك النفسي المصاحب للعمليات الجراحية.
• تقييم وتحليل وتصحيح المشاكل البدنية والنفسية التي من الممكن لها أن تشكل عوامل سلبية قد تزيد من  مخاطر العملية الجراحية أوالتدخل الطبي.
• المساعدة في تأقلم المريض بشكل أفضل مع حياته الجديدة ما بعد الإجراء الطبي/الجراحي.

 فوائد تعود على الطبيب المعالج/مقدم الخدمة الطبية:

• التأكد من جاهزية المريض الحيوية والنفسية لما له من أثر كبير على نجاح الإجراء الطبي/الجراحي.
• إرتفاع نسب نجاح العمليات الجراحية وخفض المواعيد المؤجلة منها مما ينعكس إيجابا على رفع كفاءة المؤسسة الطبية وتسهيل الحصول على شهادات الإعتماد المهني/الطبي المرموقة  وشهادات وإعترافات الجودة وضمانها  والتحكم بها المعترف بها محليا وإقليميا ودوليا.
• إمتلاك فكرة شاملة متخصصة عن حالة المريض والتنبؤ بكل الإحتمالات التي يمكن أن يمر بها المريض أثناء وبعد الإجراء الطبي/الجراحي.

مخاطر عدم وجود تعليمات قبل وبعد التدخلات الطبية/الجراحية:

• إحتمال فشل العملية الجراحية بسبب إرتفاع ضغط دم المريض الناتج عن التوتر المصاحب للعملية الجراحية.
• خلط المريض ما بين ما يجب الإستمرار  بتناوله من الأدوية قبل العملية الجراحية (كأدوية الضغط) وما يجب التوقف عنه (كالأدوية المميعة للدم) مما يسبب إلغاء العملية أو تأجيلها.
• تأخر تعافي المريض بعد العملية الجراحية في فترة التسريح من المستشفى بسبب جهله بالأنماط السلوكية الفضلى  للمعافاة وعدم إتباع التعليمات المتناسبة مع هذه العملية.
• التأثر النفسي السلبي للمريض وانخفاض التأقلم المعيشي له ما بعد العملية الجراحية بسبب انخفاض الوعي بالآثار الجانبية المحتملة لهذا الإجراء الطبي/الجراحي.