البروتين المسبب لمرض ألزهايمر قد يكون أحد أهم المواد النانوية (المتناهية الصغر) المستقبلية!

تمت كتابة وترجمة وتدقيق هذا المقال بدعم سخي من شركة (Humabiologics Inc) وبإشراف الدكتور لؤي الزعبي

يتوقع الباحثون تطبيقات كبيرة للبروتين المسبب لمرض ألزهايمر (مرض ضمور خلايا الدماغ وفقدان الذاكرة) في صناعة وتطوير مواد الميتا المستخدمة في التصوير الفوتوني وتصنيع خلايا طاقة شمسية

لطالما إعتقد الكثيرون بأن الصلة ما بين المواد النانوية (متناهية الصغر) ومرض ألزهايمر بأنها تعتبر من طرق العلاج المحتملة لهذا المرض المدمّر. ولكن مؤخراً وبدلاً من تصميم و تطوير مواد نانوية كعلاج لمرض ألزهايمر، يقوم الباحثون في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في السويد بأخذ البروتين المسبب للمرض وصناعة جسيمات نانوية (متناهية الصغر) من هذا البروتين. يعرف هذا البروتين المسبب لمرض ألزهايمر باسم “أميلويد”؛ وهو مادة حيوية عالية الكثافة يقوم بدراستها الباحثون منذ أكثر من عقد من الزمان حتى الآن وذلك عن طريق دمجها مع مواد أخرى لإنتاج مواد الميتا. يجدر بالذكر هنا بأن مواد الميتا هي مواد مصنعة هندسيا غير موجودة في الطبيعة لها خصائص مختلفة تتفوق على خصائص المواد الداخلة في تركيبتها. مبدأ تصنيع هذه المواد شبيه بتصنيع السبائك المعدنية المصنعة من أكثر من معدن.  لكن مواد الميتا عادة ما تكون مصنعة من حبيبات نانوية متناهية الصغر وتكون قادرة على التحكم في إنعكاس الضوء أو درجة إنكساره أو حتى درجة إمتصاصه وحجبه. يتم بناء هذه المواد على شكل مصفوفات هندسية ومن تطبيقاتها التصوير الفوتوني القادر على تصوير نشاط البروتينات داخل الخلايا العصبية.

قبل بضعة سنوات قام فريق بحثي بتصميم و تصنيع مادة ميتا مكونة من بروتين الأميلويد، المسبب لمرض الزهايمر، وعدد من المواد الفلوروسنتية المشعة لأغراض بحثية. لقد إكتشف الباحثون السويديون أنه إن تم تعريض مادة الأميلويد لإشعاعات متعددة الفوتونات (التصوير الفوتوني) فإنه يمكنهم تغيير خصائص المواد المرتبطة بمادة الأميلويد بشكل واضح وكبير.

يمكن أن يؤدي البحث المنشور في مجلة “نيتشر فوتونكس” من قبل فريق البحث السويدي والمعنون ب (إمتصاص الفوتونات الضوئية من قبل ألياف بروتين الأميلويد) إلى التوصل إلى تقنيات تصوير طبي إشعاعي (تصوير فلوروسنت) قادرة على الكشف عن تراكيب مادة الأميلويد المختلفة ودراست طريقة عملها بهدف تطوير علاجات لأمراض الدماغ التي تسببها.

كشف الباحثون في جامعة تشالمرز وروكلاو للتكنولوجيا في بولندا الشهر الماضي كيف يمكن لتقنيات الليزر (التصوير الفوتوني) التي تستهدف بروتين الأميلويد أن تساعد في إيجاد علاج ليس فقط لمرض الزهايمر بل لأمراض أخرى كالباركنسون ومرض كروتسفيلد-جيكوب (المعروف بمرض جنون البقر).

يقول بيوتر هانسك من جامعة تشالمرز في مقال صحفي: “لم يطرح أحد حتى الآن فكرة إستخدام الضوء لعلاج هذه الأمراض!”. “هذا نهج جديد تماماَ ونحن نؤمن بأنه سيؤدي إلى ثورة في أبحاث أمراض الأعصاب كمرض الزهايمر ومرض الباركنسون ومرض كروتسفيلد-جيكوب. لقد وجدنا طريقة جديدة تماماً للكشف عن وتحديد تراكيب المواد المسببة لهذه الأمراض باستخدام ضوء الليزر فقط”.

وعلاوة على علاج أمراض الدماغ المذكورة أعلاه، يعتقد الباحثون أنه يمكن أيضاً لهذه التقتية أن تقدم فوائد وتطبيقات بعيدة المدى في مجال الإلكترونيات والتصوير الضوئي. ويعتقدون أيضاً بأن القدرة على تغيير خصائص المواد التي يمكن ربطها مع مادة الأميلويد عن طريق الإشعاعات متعددة الفوتونات ستفتح آفاقاً هائلة لتطبيقات أفكار الخيال العلمي لهذه المواد الجديدة (مواد الميتا)!

أحد التطبيقات المحتملة هو ابتكار مادة ميتا خارقة (مادة اصطناعية هندسية) مصنعة من مادة الأميلويد و مواد أخرى قادرة على التحكم ب كيفية انعكاس الضوء عنها مما سيمكننا من صناعة أول مادة غير مرئية! يقول هانسك: “إلى جانب التطبيقات الضوئية لهذه المواد يمكن تطوير خلايا شمسية محسّنة قادرة على إمتصاص الطاقة الشمسية بشكل أكثر كفاءة، هذا لا يزال مجرد تخمين حيث أنه لم يتم حتى الآن إجراء الإختبارات اللازمة لإستخدام مادة الأميلويد في هكذا تطبيق.” هنا ندعوا جميع المهندسات والمهندسين للإنخراط في أبحاث مواد الميتا.

المراجع

Alzheimer’s-Causing Protein Could Be Nanomaterial of the Future

للحصول على محتوى طبي مشابه

للحصول على محتوى طبي لمدونتك الإلكترونية ذو جودة عالية لا تتردد ب الاتصال معنا أو يمكنك شراء خدماتنا من أي مكان حول العالم من خلال زيارة حسابنا على موقع فايفر!
يمكنك أيضا مراسلتنا على البريد الإلكتروني info@medcontx.com

لدعم كتابة أو ترجمة محتوى مشابه

لدعم كتابة أو ترجمة محتوى مشابه وإضافة إسمك كراعي على المقال لا تتردد ب الاتصال معنا اليوم! دعمك هو دعم للغة العربية ودعم لكتاب شباب ودعم للقراء بمحتوى موثوق وعالي الجودة! تكلفة رعاية المقال المترجم تبدأ ب خمسة دولارات فقط!

لتعلم كتابة محتوى طبي تقني عالي الجودة باللغة العربية

لتعلم كتابة محتوى طبي تقني عالي الجودة باللغة العربية والإضطلاع على مواد تدريب وتأهيل لتصبح(ي) كاتب(ة) طبي(ة)، بادر(ي) بالتسجيل اليوم في الموقع والمشاركة في وتصفح منتدى “كتابة محتوى طبي باللغة العربية” على الرابط التالي (منتدى ميدكونتكس)