لماذا يجب أستخدام تكنولوجيا الواقع الإفتراضي في علاج مرضى الشلل الرعاشي كبار السن؟

أثبتت دراسة علمية بأن إستخدام تكنولوجيا الواقع الإفتراضي مع البرنامج العلاجي التقليدي (إستخدام جهاز المشي) لمرضى الشلل الرعاشي كبار السن أدى الى زيادة ثبات المرضى أثناء المشي وأدى الى تقليل عدد مرات سقوطهم مقارنة بإستخدام طرق العلاج التقليدية لوحدها. قام فريق بحثي بدراسة نوعين من البرامج العلاجية، برنامج علاج تقليدي موجه لتحفيز القدرة الحركية بإستخدام جهاز المشي وبرنامج علاج موجه لتحفيز القدرة الحركية والقدرة الذهنية للمرضى من خلال إستخدام جهاز المشي وتكنولوجيا الواقع الإفتراضي. كان الهدف دراسة أثر هذه البرامج العلاجية على تحفيز أعصاب الجزء الأمامي من الدماغ، وفي ما إذا يمكن ربط أي من هذه البرامج العلاجية بزيادة الثبات وتقليل عدد مرات السقوط أثناء المشي. تم خلال هذا البحث دراسة نشاط أعصاب الجزء الأمامي من الدماغ أثناء المشي (المشي الإعتيادي و المشي أثناء القيام بمهمة ثانوية والمشي بين مجموعة من المعيقات) قبل العلاج وبعد 6 أسابيع من العلاج. لدراسة النشاط العصبي تم إستخدام نظام لتحليل الإشارات الكهربائية لنشاط أعصاب الدماغ مخصص لدراسة النشاط الكهربائي عند القيام بالوظائف الحركية أوالذهنية أوكلاهما معا. يقوم هذا النظام بقياس وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية القريبة من نطاق الأشعة تحت الحمراء. أظهرت النتائج أن أستخدام جهاز المشي لوحده أو مع نظام الواقع الإفتراضي قد أدى الى تقليل نشاط الأعصاب الموجودة في مقدمة الدماغ في حالة المشي الإعتيادي. أما في حالتي المشي أثناء القيام بمهمة والمشي من خلال مجموعة من المعيقات، فأظهرت النتائج بأن إستخدام جهاز المشي لوحده دون نظام الواقع الإفتراضي قد أدى الى زيادة في نشاط أعصاب مقدمة الدماغ، بينما قل هذا النشاط بإضافة نظام الواقع الإفتراضي. إستنتج الباحثون بأن نشاط أعصاب مقدمة الدماغ خلال مختلف أنواع المشي يمكن أن يتم تغيره إستجابة لبرنامجين مختلفين من العلاج. إضافة مكون التدريب الذهني للتمارين الحركية بإستخدام جهاز المشي تغير تأثير التدريب على قوة وإستجابة أعصاب الجزء الأمامي من الدماغ وعلى قدرة المريض على تجنب السقوط أثناء المشي. تساعد هذه الدراسة في توسيع فهمنا لمرونة/تكيف الدماغ عند مرضى الشلل الرعاشي كبار السن

المقدمة

من الخصائص المبهرة لمرض الشلل الرعاشي إنخفاض أوتوماتيكية الحركة وردود الفعل الحركية والناتجة من خلل في إنتاج وأفراز بروتين الدوبامين في بعض أنسجة الدماغ. إحدى النظريات الحديثة تقترح بأنه وبسبب إنخفاض هذه الأوتوماتيكية في الحركة، فإن مرضى الشلل الرعاشي يقومون، لاإراديا، بتوظيف وإستخدام شبكات عصبية أكثر من اللازم في أدمغتهم وبالأخص تلك المخصصة للنشاطات والأعمال الذهنية في مقدمة الدماغ، حتى عند قيامهم بنشاطات حركية بسيطة، كمحاولة لتعويض الأوتوماتيكية المفقودة في حركتهم. مع ذلك، فإن هذه العملية التعويضية المبنية على إستخدام الشبكات العصبية الذهنية مع الشبكات العصبية الحركية يمكن لها أن تزيد من مخاطر السقوط أثناء المشي. عندما تتخطى حاجة الحركة قدرة شبكة أعصاب مقدمةالدماغ، خلال عمليات المشي المعقدة مثل المشي أثناء القيام بمهمة ثانوية أو المشي بين مجموعة من المعيقات، يمكن أن يفشل عمل شبكة الأعصاب ويحصل السقوط. وتصديقا لذلك، فقد أثبتت دراسة سابقة بأن زيادة نشاط شبكة أعصاب مقدمة الدماغ ينبئ وبشكل جيد بحصول سقوط مستقبلا عند كبار السن. وعليه فيمكن للمرء بأن يتوقع بأن أي تدخل علاجي مبتكر يحسن قدرة وكفاءة شبكة أعصاب مقدمة الدماغ يمكن أن يكون له تأثير مباشر على قدرة المرضى على المشي في بيئات معقدة ويقلل من إحتمالية سقوطهم أثناء المشي

إن برامج العلاج التدريبية مثل تمارين المشي على جهاز المشي المتحرك تحسن من قدرة ونوعية المشي عند مرضى الشلل الرعاشي. مع ذلك، فإن تأثير هذه التمارين والتدخلات الطبية أحادية التقنية على الإنجاز الذهني وعلى قدرة المشي ضمن بيئات معقدة ليس واضحا. أدى ذلك لتطوير نظام تمارين متعدد التقنيات يشمل، إضافة الى جهاز المشي، نظام يعتمد تقنية الواقع الإفتراضي، يستهدف تحسين الخصائص الحركية والخصائص الذهنية معا أثناء المشي، ويقدم برنامج علاجي في بيئة محفزة تطور قدرات المرضى على مناورة المعيقات أثناء المشي. أثبتت دراسة سابقة أن إستخدام برامج علاجية تستخدم تقنية الواقع الإفتراضي مع جهاز المشي قد قلل من تكرار سقوط المرضى بشكل أكبر من البرامد العلاجية التي تستخدم جهاز المشي لوحده

أظهرت أبحاث سابقة بأن نشاط أعصاب مقدمة الدماغ لدى الأشخاص البالغين الأصحاء يزداد خلال حالات المشي المعقد مقارنة مع حالات المشي الإعتيادية. على عكس ذلك، فلدى مرضى الشلل الرعاشي نشاط عصبي عالي المستوى في أعصاب مقدمة الدماغ حتى في حالات المشي الإعتيادية، مما يقلل من القدرة المستقبلية لإستخدام هذا الجزء من الدماغ خلال نشاطات الحركة الأكثر تعقيدا. بالتماشي مع النظرية المذكورة سابقا، فإن هذا السلوك يمكن أن يفسر الإنجاز القليل والمتواضع للمريض خلال المشي ضمن ظروف أكثر تعقيدا وتحديا. وعليه، فإن التمارين يمكن لها أن تؤثر على قدرة توظيف شبكات أعصاب مقدمة الدماغ من خلال طريقتين تعملان معا أو كل على حدا: (أولا) من خلال زيادة فعالية التحكم بالأعصاب مما يقلل من عدد الشبكات العصبية المفعلة لإنتاج حركات مشي مشابهة في مستواها للحركات الطبيعية، و (ثانيا) من خلال زيادة القدرة، أي القدرة القصوى لتفعيل شبكة أعصاب مقدمة الدماغ مع زيادة تعقيد حركة المشي المراد إنجازها

 

 

النتائج

للحديث بقية

التوصيات

للحديث بقية

كتاب المقال

الدكتور لؤي أحمد الزعبي

© NEOM Medical Technical Content 2018

 

إفصاحات خاصة بالمقال

لم يتلقى موقع ميدكونتيكس أية مبالغ مالية أو تعويضية لقاء كتابة هذا المقال من أي جهة، لذا إذا أعجبك محتوى المقال نرجو منك عمل أي أو كل من التالي دعما للموقع ولإستمرارية إنتاج محتوى طبي عالي الجودة باللغة العربية لقراءنا ومتابعينا الكرام:

  • نشر المقال على حسابات التواصل الإجتماعي الخاصة بك
  • النقر على وتصفح إعلانات جوجل المنشورة في أسفل الصفحة
  • التبرع لحساب الموقع وذلك عبر التواصل مع إدارة الموقع على البريد الإلكتروني التالي info@medcontx.com

لقراءة المزيد عن هذا الموضوع و مواضيع مشابهة لا تتردد في قراءة جريدتنا الالكترونية

للحصول على محتوى طبي لأعمالك مشابه و ذو جودة عالية لا تتردد ب الإتصال معنا

info(at)medcontx.com