من الخصائص المبهرة لمرض الشلل الرعاشي إنخفاض أوتوماتيكية الحركة وردود الفعل الحركية والناتجة من خلل في إنتاج وأفراز بروتين الدوبامين في بعض أنسجة الدماغ. إحدى النظريات الحديثة تقترح بأنه وبسبب إنخفاض هذه الأوتوماتيكية في الحركة، فإن مرضى الشلل الرعاشي يقومون، لاإراديا، بتوظيف وإستخدام شبكات عصبية أكثر من اللازم في أدمغتهم وبالأخص تلك المخصصة للنشاطات والأعمال الذهنية في مقدمة الدماغ، حتى عند قيامهم بنشاطات حركية بسيطة، كمحاولة لتعويض الأوتوماتيكية المفقودة في حركتهم. مع ذلك، فإن هذه العملية التعويضية المبنية على إستخدام الشبكات العصبية الذهنية مع الشبكات العصبية الحركية يمكن لها أن تزيد من مخاطر السقوط أثناء المشي. عندما تتخطى حاجة الحركة قدرة شبكة أعصاب مقدمةالدماغ، خلال عمليات المشي المعقدة مثل المشي أثناء القيام بمهمة ثانوية أو المشي بين مجموعة من المعيقات، يمكن أن يفشل عمل شبكة الأعصاب ويحصل السقوط. وتصديقا لذلك، فقد أثبتت دراسة سابقة بأن زيادة نشاط شبكة أعصاب مقدمة الدماغ ينبئ وبشكل جيد بحصول سقوط مستقبلا عند كبار السن. وعليه فيمكن للمرء بأن يتوقع بأن أي تدخل علاجي مبتكر يحسن قدرة وكفاءة شبكة أعصاب مقدمة الدماغ يمكن أن يكون له تأثير مباشر على قدرة المرضى على المشي في بيئات معقدة ويقلل من إحتمالية سقوطهم أثناء المشي
إن برامج العلاج التدريبية مثل تمارين المشي على جهاز المشي المتحرك تحسن من قدرة ونوعية المشي عند مرضى الشلل الرعاشي. مع ذلك، فإن تأثير هذه التمارين والتدخلات الطبية أحادية التقنية على الإنجاز الذهني وعلى قدرة المشي ضمن بيئات معقدة ليس واضحا. أدى ذلك لتطوير نظام تمارين متعدد التقنيات يشمل، إضافة الى جهاز المشي، نظام يعتمد تقنية الواقع الإفتراضي، يستهدف تحسين الخصائص الحركية والخصائص الذهنية معا أثناء المشي، ويقدم برنامج علاجي في بيئة محفزة تطور قدرات المرضى على مناورة المعيقات أثناء المشي. أثبتت دراسة سابقة أن إستخدام برامج علاجية تستخدم تقنية الواقع الإفتراضي مع جهاز المشي قد قلل من تكرار سقوط المرضى بشكل أكبر من البرامد العلاجية التي تستخدم جهاز المشي لوحده
أظهرت أبحاث سابقة بأن نشاط أعصاب مقدمة الدماغ لدى الأشخاص البالغين الأصحاء يزداد خلال حالات المشي المعقد مقارنة مع حالات المشي الإعتيادية. على عكس ذلك، فلدى مرضى الشلل الرعاشي نشاط عصبي عالي المستوى في أعصاب مقدمة الدماغ حتى في حالات المشي الإعتيادية، مما يقلل من القدرة المستقبلية لإستخدام هذا الجزء من الدماغ خلال نشاطات الحركة الأكثر تعقيدا. بالتماشي مع النظرية المذكورة سابقا، فإن هذا السلوك يمكن أن يفسر الإنجاز القليل والمتواضع للمريض خلال المشي ضمن ظروف أكثر تعقيدا وتحديا. وعليه، فإن التمارين يمكن لها أن تؤثر على قدرة توظيف شبكات أعصاب مقدمة الدماغ من خلال طريقتين تعملان معا أو كل على حدا: (أولا) من خلال زيادة فعالية التحكم بالأعصاب مما يقلل من عدد الشبكات العصبية المفعلة لإنتاج حركات مشي مشابهة في مستواها للحركات الطبيعية، و (ثانيا) من خلال زيادة القدرة، أي القدرة القصوى لتفعيل شبكة أعصاب مقدمة الدماغ مع زيادة تعقيد حركة المشي المراد إنجازها