إن تصغير حجم الدوائر الكهربائية المستمر ومكوناتها ساهم في تطوير أجهزة تكنولوجية جديدة ذات تطبيقات طبية متنوعة ومذهلة. تم تطوير أجهزة إستشعار توضع على جسم الإنسان لقياس وتقييم حركة أطراف الإنسان العلوية والسفلية وحرارة الجسم وضغط الدم, بالإضافة لتطوير دوائر كهربائية لقياس ولنقل الإشارات والمتغيرات الحيوية. الإنتشار المتزايد للدوائر الكهربائية متناهية الصغر ومكوناتها والتوسع الكبير في تطبيقاتها العملية قاد إلى إقتراح إستخدامها في مجال إعادة التأهيل، فمثلاً يعكف الباحثون حاليا لتطوير إستخدامها في تقييم وتحفيز الإنجاز الحركي والوظيفي عند مرضى السكتات الدماغية وإستخدامها في أنظمة التحفيز الكهربائي-الطبي الذكية
مع تطور تكنولوجيا الدوائر والمكونات الكهربائية متناهية الصغر، تم ربط هذه الدوائر والمكونات الإكترونية بالملابس كمستشعرات (حساسات) للإنثناء والحركة توضع في جيب خاص موجود على مفصل الشخص لقياس حركته . وتم تطوير أجهزة لقياس السرعة والتسارع تكون مثبتة على الملابس. و وصلت هذه التقنية لإبتكار المنسوجات الالكترونية والتي تتضمن دوائر كهربائية داخل النسيج بدلا من تعلق هذه الدوائر على الملابس
المنسوجات الإلكترونية هي: نسيج ذو خصائص إلكترونية أو مكونات إلكترونية مدمجة داخل النسيج تسمح للنسيج بالقيام بالإستشعار عن بعد أو تقوم بتفعيل بعض الوظائف. بكلمات أخرى, هي المنسوجات والألبسة التي تسمح بدمج وإدخال المكونات الكهربائية أو الرقمية أو الإلكترونية أو الضوئية في تركيبتها. تسمى هذه المنسوجات والألبسة أيضا ب الألبسة الذكية أو المنسوجات الذكية. إن المزايا المحتملة للمنسوجلت الالكترونية كبيرة و قد توقع العلماء قبل عقد من الآن أن هذه المنسوجات ستغير مجالات العاية الصحية بشكل عام ومجالات إعادة التأهيل بشكل خاص. هذا الاعتقاد نشأ من الرؤية التي توصلو إليها بإمكانية إستخدام المنسوجات الإلكترونية للإستشعار و تفعيل بعض الوظائف لفترات طويلة من الوقت و بطريقة غير مزعجة. تم إستخدام هذه التقنية حديثا طبيا لإستشعار الحركة وقياس وتحفيز النشاط العضلي للأشخاص ذوي الإحتياج الخاصة وأصحاب الهمم . في إطار إستشعار الحركة، أظهرت المنسوجات الالكترونية قدرتها على قياس حركات الجسم البشري المختلفة بشكل صحيح ودقيق حيث تم توثيق قدرة الفرد على تحقيق أنماط حركية محددة بنجاح
لازالت تعتبر تقنية قياس النشاط الكهربائي العضلي وتوفير التحفيز الكهربائي-الوظيفي بإستخدام الأنسجة الالكترونية تقنية تحت التجربة ولازالت بحاجة الى الكثير من البحث والتطوير. و لكنها، تظهر أملا كبيرا بالتطور الإستخدام الواسع ضمن تطبيقات طبية متعددة. يظهر لنا جليا قلة الأدلة السريرية وقلة التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيا ضمن المجالات الطبية. نشهد في الفترة الحالية إهتمام أكبر وإستثمار متزايد في دراسة وتطوير هذه التقنية في المجال الطبي من خلال إشتراك الأطباء مع مهندسات ومهندسي الهندسة الطبية الحيوية في البحوث المتعلقة بالمنسوجات الالكترونية، حيث يتم الإستفادة من خبراتهم جميعا لتطوير هذه المنتجات وإيجاد تطبيقات طبية عملية لها
من الإستخدامات المأمولة لتقنية المنسوجات والملابس الإلكترونية: مراقبة الأنشطة التي يقوم بها الشخص، وتقييم نجاعة التمارين الرياضية الشخصية، قياس التغذية الراجعة وردود الأفعال الحيوية، والإستشعار بالبيئة المحيطة، وتحليل ودراسة المشي والهرولة والركض، وتحليل ودراسة الخلل الحركي والوظيفي، وقياس نشاط العضلات الكهربائي، وتصميم وتطوير مستشعرات (حساسات) للتحكم بأجهزة تقويم العظام، وتصميم وتطوير الأجهزة المعينة على التنقل و الأطراف الاصطناعية، والمساعدة في قياس المؤشرات الحيوية ونتائج التدخلات الطبية، و تقييم مخاطر عدم التوازن والسقوط، ورصد القدرات الوظيفية في المنزل ومكان العمل، و توفير التحفيز الكهربائي الحيوي للعضلات والعظام