غالبًا ما تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية موضوع توقع وحساب نسب مئوية. في إحدى الدراسات المنشورة في عام ٢٠١٧، توقع الباحثون بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحسن وعلى نطاق واسع نتائج التدخلات الطبية عند المرضى بنسبة ٣٠ إلى ٤٠ بالمائة. مما يجعل التحسن في النتائج الطبية الناتج عن إستخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الصناعي جدير بالملاحظة والإهتمام.
في هذه الحالة، ووفقًا لإحدى شركات الذكاء الصناعي والتعلم الآلي الإسرائيلية الناشئة، فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على زيادة معدل نجاح التلقيح الصناعي (أي-في-اف) بما يصل إلى 3 أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية. بعبارة أخرى، ووفقًا لهذه النتائج على الأقل، يمكن أن يكون الأزواج الذين يكافحون من أجل الحمل ومن يستخدمون إحدى نظم الذكاء الإصطناعي الصحيحة يكون لديهم فرص مضاعفة ونسب أعلى للحمل.
تعرف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية العالمية تقنية المساعدة على الإنجاب (أي-ار-تي) بأنها عملية إزالة البويضات من مبيض المرأة ومن ثم تخصيبها بالحيوانات المنوية خارج جسم المرأة ومن ثم إعادة زرعها في الجسم.
معدل النجاح الإجمالي العام لعمليات زراعة الأجنة (تقنية المساعدة على الإنجاب) أقل من 30٪ ، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في إحدى المجلات الطبية العلمية المرموقة.
ولكن ، تقول دانييلا جيلبوا ، المديرة التنفيذية لشركة (ا-أي-في-اف) الإسرائيلية ومقرها في مدينة تل أبيب والتي توفر حلولا وتقنيات الية للخصوبة وعلاج أطفال الأنابيب، بأن حلولا مساعدة قد تكون في الطريق. (مع ذلك، فقد حذرت دانييلا أيضًا من مجرد مضاعفة معدل النجاح التقليدي في عمليات زراعة الأجنة المذكورة أعلاه والذي يقدر بنحو ال ٣٠٪). فهي تقول بأنه “نظرًا لأن الحمل يعتمد إلى حد كبير على العمر وعوامل أخرى، فإن مجرد مضاعفة نسبة النجاح ليست هي السبيل لمقارنة الطريقتين التقليدية والطريقة التي تستخدم تقنيات الذكاء الصناعي”.
في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، تعاني وتكافح حوالي ٧ مليون امرأة العقم، وفقًا لتقرير عام ٢٠٢٠ الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب التناسلي. يجدر الذكر بأنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يتم إجراء حوالي ٣ مليون عملية وإجراء زراعة أجنة وأطفال أنابيب (أي-في-اف) سنويا.
تستخدم شركة (ا-أي-في-اف) الإسرائيلية تقنية التعلم الآلي وتقنيات الرؤية الحاسوبية (التصوير الطبي الذكي) للسماح لعلماء الأجنة بإكتشاف الأجنة التي لديها أكبر إحتمالية للنجاح بعد عملية الزراعة داخل رحم الأم. تعمل شركة (ا-أي-في-اف) الإسرائيلية مع ثمانية منشآت طبية عالمية مرموقة لإتمام مجموعة التجارب السريرية لتقنيتها، بما في ذلك مستشفيات ومراكز طبية في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. تخطط الشركة لإطلاق تقنيتها وحلولها تجاريًا في عامنا الحالي ٢٠٢١.
يقول رون ماور، رئيس قسم أبحاث الخوارزميات في شركة (ا-أي-في-اف) الإسرائيلية ، بأن الشركة قد بنت وطورت طبقات خوارزمياتها الخاصة إعتمادا على العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق الجاهزة والمتوفرة للعلماء والباحثين. ويقول ماور إن هذه الخوارزميات الجديدة المطورة “تتعامل غالبا مع جوانب خاصة وغير عادية لصور الأجنة، وهي تختلف كثيرًا عن معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتوفرة مما يعد إضافة نوعية للشركة في مجالات الذكاء والتعلم الصناعي”.
تتضمن تقنيات الذكاء والتعلم الصناعي المطورة من شركة (ا-أي-في-اف) الإسرائيلية إنشاء مقاطع فيديو بفواصل زمنية لتطوير الأجنة في الحاضنة خارج الجسم. على مدى خمسة أيام، يُظهر الفيديو معالم تطور الجنين الزمنية. توضح دانييلا بأن الطرق التقليدية يتم بها الحصول على صورة واحدة فقط للجنين (البويضة الملقحة) بالميكروسكوب يوميًا مقارنةً بطريقة شركتها التي توفر ما يمكن إعتباره رؤية حاسوبية ذكية مستمرة للجنين.
تقول دانييلا: “من خلال متابعة وتحليل الفيديو اليا، يمكنك إكتشاف الكثير من المراحل الحرجة والهامة والعديد من الميزات التي لا تستطيع العين البشرية إكتشافها”. وتضيف أنه “أساس التقنية المستخدمة يكمن في تدريب خوارزمية الشركة المطورة على تتبع ومراقبة الأجنة الناجحة أولا، ومن ثم تتعلم الخوارزمية ما هي الأجنة الناجحة وتقوم بتحديدها.”
من المحتمل أن يتم زرع جنين واحد فقط في الرحم من كل ١٠ بعد تلقيحها. وتقول دانييلا إنه بمجرد أن يقوم الطبيب بزرع الجنين، سيعرف أخصائي الأجنة في غضون ١٤ يومًا ما إذا كانت السيدة حاملًا أم لا.
تقول دانييلا: “بصفتي اختصاصيًا في علم الأجنة، أنظر إلى الأجنة وأفهم ما يحدث لها”. “إذا تعلمت أنا على ربما آلاف الأجنة، فإن الخوارزمية يمكنها أن تتعلم على ملايين الأجنة بسبب قدراتها الحاسوبية.”
كما تشير النتائج الأولية للشركة الإسرائيلية فإنه يمكن أن تؤدي الرؤية الحاسوبية الذكاء الصناعي إلى خفض أسعار التلقيح الاصطناعي – مما يجعلها أقل تكلفة وأقل عبئًا على المرأة التي تسعى للحمل.
تختم دانييلا بالقول بأنه: “بمجرد أن يكون لديك عالم أجنة رقمي، يمكنك إنشاء عيادات أطفال الأنابيب بشكل أسهل بكثير. أو يمكن أن تكون كل عيادة أكثر قابلية للتوسع. يمكن للعديد من الأشخاص الاستمتاع بالتلقيح الاصطناعي وتحقيق حلمهم بإنجاب طفل “.
كتابة وتحقيق: الدكتور لؤي الزعبي، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية